معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 361 ] سورة "الهمزة"

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله: ويل لكل همزة لمزة ؛ "ويل"؛ مرفوع بالابتداء؛ والخبر لكل همزة ؛ ولو كان في غير القرآن جاز النصب؛ ولا يجوز في القرآن لمخالفة المصحف؛ فمن قال: "ويلا للكافرين"؛ فالمعنى: "جعل الله له ويلا"؛ ومن قال: " ويل " ؛ فهو أجود في العربية؛ لأنه قد ثبت له الويل؛ و"الويل"؛ كلمة تقال لكل من وقع في هلكة؛ و"الهمزة اللمزة": الذي يغتاب الناس؛ ويغضهم؛ قال الشاعر:


إذا لقيتك عن كره تكاشرني ... وإن تغيبت كنت الهامز اللمزة



وقرئت: "الذي جمع مالا"؛ وقرئت: جمع مالا ؛ بالتخفيف؛ وقرئت: وعدده ؛ بالتشديد؛ وقرئت: "وعدده"؛ بالتخفيف؛ فمن قرأ: وعدده ؛ فمعناه؛ وعدده للدهور؛ ومن قرأ: وعدده ؛ فمعناه: جمع مالا وعددا؛ أي: وقوما أعدهم نصارا.

التالي السابق


الخدمات العلمية