معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - جل وعز -: لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ؛ بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - رسولا؛ وهو رجل من الأميين؛ لا يتلو كتابا؛ ولا يخطه بيمينه؛ وبعثه بين قوم يخبرونه ويعرفونه بالصدق والأمانة؛ وأنه لم يقرأ كتابا؛ ولا لقنه؛ فتلا عليهم أقاصيص الأمم السالفة؛ والأنبياء الماضية؛ لا يدفع أخباره كتاب من كتب مخالفيه؛ فأعلم الله أنه من على المؤمنين بإرساله من قد عرف أمره؛ فكان تناول الحجة والبرهان؛ وقبول الأخبار والأقاصيص سهلا من قبله؛ وفي ذلك أعظم المنة؛ وقد جاء في التفسير أنه يراد رسول من العرب؛ ولو كان القصد في ذلك - والله أعلم - أن أمره إنما كانت فيه المنة أنه من العرب؛ لكان العجم لا حجة عليهم فيه؛ ولكن الأمر - والله أعلم - أن المنة فيه أنه قد خبر أمره؛ وشأنه؛ وعلم صدقه؛ وأتى بالبراهين بعد أن قد علموا أنه كان واحدا منهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية