معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - جل وعز -: أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها ؛ هذه الواو واو النسق؛ دخلت عليها ألف الاستفهام؛ فبقيت مفتوحة على هيئتها قبل دخولها؛ ومثل ذلك في الكلام قول القائل: " تكلم فلان بكذا وكذا " ؛ فيقول قائل - مجيبا له -: " أوهو ممن يقول ذلك؟! " ؛ وقيل في التفسير: إن هذه المصيبة عنى بها ما نزل بهم يوم " أحد " ؛ [ ص: 488 ] و " أصبتم مثليها " ؛ أصبتم في يوم " أحد " ؛ مثلها؛ وأصبتم يوم " بدر " ؛ مثلها؛ فأصبتم مثلي ما أصابكم؛ قلتم أنى هذا ؛ أي: من أين أصابنا هذا؟ قل هو من عند أنفسكم ؛ أي: أصابكم بمعصيتكم النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وما من قوم أطاعوا نبيهم في حربهم إلا نصروا؛ لأنهم إذا أطاعوا فهم حزب الله؛ وحزب الله هم الغالبون.

التالي السابق


الخدمات العلمية