معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - جل وعز -: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ؛ يقال في التفسير: إن قائل هذا: نعيم بن مسعود الأشجعي ؛ بعثه أبو سفيان وأصحابه يثبطون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عن لقيهم؛ وكان بين المسلمين وبين المشركين في يوم " أحد " ؛ موعد للقاء ب " بدر الصغرى " ؛ فلم يلتفت المسلمون [ ص: 490 ] إلى تخويف نعيم ؛ وعزموا على لقاء القوم؛ وأجابوه بأن قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل ؛ وتأويل " حسبنا الله " : أي: الذي يكفينا أمرهم الله. وقوله - جل وعز -: فزادهم إيمانا ؛ أي: زادهم ذلك التخويف ثبوتا في دينهم؛ وإقامة على نصرة نبيهم؛ وصاروا إلى " بدر الصغرى " ؛ وألقى الله في قلوب المشركين الرعب؛ فلم يغفلوهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية