معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: لتبلون في أموالكم وأنفسكم ؛ معناه: لتختبرن؛ أي: تقع عليكم المحن؛ فيعلم المؤمن من غيره؛ وهذه [ ص: 496 ] النون دخلت مؤكدة مع لام القسم؛ وضمت الواو لسكونها؛ وسكون النون؛ ويقال للواحد من المذكرين: " لتبلين يا رجل " ؛ وللاثنين: " لتبليان يا رجلان " ؛ ولجماعة الرجال: " لتبلون " ؛ وتفتح الياء من " لتبلين " ؛ في قول سيبويه ؛ لسكونها وسكون النون؛ وفي قول غيره تبنى على الفتح؛ لضم النون إليها؛ كما يبنى ما قبل هاء التأنيث؛ ويقال للمرأة: " تبلين يا امرأة " ؛ وللمرأتين: لتبليان يا امرأتان " ؛ ولجماعة النساء: " لتبلينان يا نسوة " ؛ زيدت الألف لاجتماع النونات. وقوله - عز وجل -: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ؛ روي أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - سمع رجلا من اليهود يقول: إن الله فقير ونحن أغنياء؛ فلطمه أبو بكر - رضي الله عنه -؛ فشكا اليهودي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسأله النبي: " ما أراد بلطمك؟ " ؛ فقال أبو بكر : " سمعت منه كلمة ما ملكت نفسي معها أن لطمته؛ فأنزل الله - عز وجل -: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ؛ و " أذى " ؛ مقصور؛ يكتب بالياء؛ يقال: " قد أذي فلان؛ يأذى؛ أذى " ؛ إذا سمع ما يسوؤه.

التالي السابق


الخدمات العلمية