معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: لتبيننه للناس ؛ و " ليبيننه " ؛ بالياء؛ والتاء؛ فمن قال: " ليبيننه " ؛ بالياء؛ فلأنهم غيب؛ ومن قال بالتاء؛ حكى المخاطبة التي كانت في وقت أخذ الميثاق؛ والمعنى أن الله أخذ منهم الميثاق ليبينن أمر نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنبذوه وراء ظهورهم ؛ [ ص: 497 ] معنى " نبذوه " : رموا به؛ يقال للذي يطرح الشيء ولا يعبأ به: " قد جعلت هذا الشيء بظهر " ؛ و " قد رميته بظهر " ؛ قال الفرزدق :


تميم بن قيس لا تكونن حاجتي ... بظهر فلا يعيا علي جوابها



أي: لا تتركنها لا يعبأ بها؛ وأنبأ الله عما حمل اليهود الذين كانوا رؤساء على كتمان أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: واشتروا به ثمنا قليلا ؛ أي: قبلوا على ذلك الرشا؛ وقامت لهم رياسة اكتسبوا بها؛ فذلك حملهم على الكفر بما يخفونه.

التالي السابق


الخدمات العلمية