معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ؛ هؤلاء قوم من أهل الكتاب دخلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرجوا من عنده؛ فذكروا لمن كان رآهم في ذلك الوقت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أتاهم بأشياء قد عرفوها؛ فحمدهم من شاهدهم من المسلمين على ذلك؛ وأبطنوا خلاف ما أظهروا؛ وأقاموا بعد ذلك على الكفر؛ فأعلم الله - عز وجل - النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم؛ وأعلمه أنهم ليسوا بمفازة من العذاب؛ أي: ليسوا ببعد من العذاب. [ ص: 498 ] ووقعت " فلا تحسبنهم " ؛ مكررة لطول القصة؛ والعرب تعيد إذا طالت القصة في " حسبت " ؛ وما أشبهها؛ إعلاما أن الذي جرى متصل بالأول؛ وتوكيدا للأول؛ فتقول: " لا تظنن زيدا إذا جاءك وكلمك بكذا وكذا؛ فلا تظننه صادقا " ؛ تعيد " فلا تظنن " توكيدا؛ ولو قلت: " لا تظن زيدا إذا جاءك وحدثك بكذا وكذا صادقا " ؛ جاز؛ ولكن التكرير أوكد وأوضح للقصة.

التالي السابق


الخدمات العلمية