معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وآتوا اليتامى أموالهم ؛ أي : أعطوهم أموالهم إذا آنستم منهم رشدا؛ وإنما يسمون " يتامى " ؛ بعد أن يؤنس منهم الرشد؛ وقد زال عنهم اسم " يتامى " ؛ بالاسم الأول الذي كان لهم؛ وقد كان يقال في النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يتيم أبي طالب " ؛ وقوله - عز وجل - : ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ؛ الطيب : مالكم؛ والخبيث : مال اليتيم؛ وغيره مما ليس لكم؛ فلا تأكلوا مال اليتيم بدلا من مالكم؛ وكذلك لا تأكلوا أيضا أموالهم إلى أموالكم؛ أي : لا تضيفوا أموالهم في الأكل إلى أموالكم؛ أي : إن احتجتم إليها فليس لكم أن تأكلوها مع أموالكم؛ إنه كان حوبا كبيرا ؛ [ ص: 8 ] و " الحوب " : الإثم العظيم؛ و " الحوب " : فعل الرجل؛ تقول : " حاب حوبا " ؛ كقولك : " قد خان خونا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية