معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - جل وعز - : ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ؛ المعنى : لا تنكحوا كما كان من قبلكم ينكح ما نكح أبوه؛ فهذا معنى إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ؛ المعنى : إلا ما قد سلف فإنه كان فاحشة؛ أي : زنا؛ ومقتا؛ و " المقت " : أشد البغض؛ وساء سبيلا ؛ أي : وبئس طريقا؛ أي : ذلك الطريق بئس طريقا؛ فالمعنى أنهم أعلموا أن ذلك في الجاهلية كان يقال له : " مقت " ؛ وكان المولود عليه يقال له : " المقتي " ؛ فأعلموا أن هذا الذي حرم عليهم لم يزل منكرا في قلوبهم؛ ممقوتا عندهم؛ وقال أبو العباس محمد بن يزيد : جائز أن تكون " كان " ؛ زائدة؛ فالمعنى على هذا : إنه فاحشة ومقت؛ وأنشد في ذلك قول الشاعر : [ ص: 33 ]

فكيف إذا حللت بدار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام



قال أبو إسحاق : هذا غلط من أبي العباس؛ لأن " كان " ؛ لو كانت زائدة لم تنصب خبرها؛ والدليل على هذا البيت الذي أنشده :

" وجيران لنا كانوا كرام "

؛ ولم يقل : " كانوا كراما " .

التالي السابق


الخدمات العلمية