معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول ؛ الاختيار الضم في الواو في " عصوا الرسول " ؛ لالتقاء الساكنين؛ والكسر جائز؛ وقد فسرناه فيما مضى؛ وقوله : لو تسوى بهم الأرض ؛ و " بهم الأرض " ؛ بضم الميم؛ وكسرها؛ ولا يكتمون الله حديثا ؛ أي : يودون أنهم لم يبعثوا؛ وأنهم كانوا والأرض سواء؛ وقد جاء في التفسير أن البهائم يوم القيامة تصير ترابا؛ فيودون أنهم يصيرون ترابا؛ قوله : ولا يكتمون الله حديثا ؛ فيه غير قول؛ قال بعضهم : ودوا أن الأرض سويت بهم؛ وأنهم لم يكتموا الله حديثا؛ لأن قولهم : والله ربنا ما كنا مشركين ؛ قد كذبوا فيه؛ وقال بعضهم : " ولا يكتمون الله حديثا " ؛ مستأنف؛ لأن ما عملوه ظاهر عند الله لا يقدرون على كتمه.

التالي السابق


الخدمات العلمية