معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل - : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ؛ معناه : بل أيحسدون الناس؟! وهنا يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كانت اليهود قد حسدته على ما آتاه الله من النبوة؛ وهم قد علموا أن النبوة في " آل إبراهيم " - عليه السلام -؛ فقيل لهم : أتحسدون النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد كانت النبوة في آله؛ وهم آل إبراهيم - عليهما السلام -؛ وقيل في التفسير : إن اليهود قالت : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - شأنه النساء؛ حسدا لما أحل له منهن؛ فأعلم الله - جل وعز - أن آل إبراهيم قد أوتوا ملكا عظيما؛ وقال بعضهم : نالوا من النساء أكثر مما نال محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ كان لداود مائة امرأة؛ وكان لسليمان ألف؛ ما بين حرة؛ ومملوكة؛ فما بالهم حسدوا النبي - صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية