معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ؛ أذكرهم الله - عز وجل - نعمته عليهم في أسلافهم؛ والدليل على ذلك قوله - عز وجل -: وإذ نجيناكم من آل فرعون ؛ والمخاطبون بالقرآن لم يروا فرعون؛ ولا آله؛ ولكنه - عز وجل - ذكرهم أنه لم يزل منعما عليهم؛ لأن إنعامه على أسلافهم إنعام عليهم؛ والدليل على ذلك أن العرب وسائر الناس يقولون: " أكرمتك [ ص: 128 ] بإكرامي أخاك " ؛ وإنما الأثرة وصلت إلى أخيه؛ والعرب خاصة تجعل ما كان لآبائها فخرا لها؛ وما كان فيه ذم يعدونه عارا عليها؛ وإن كان فيما قدم من آبائها؛ وأسلافها.

التالي السابق


الخدمات العلمية