معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك ؛ يعنى به المنافقون؛ " أنهم " ؛ تنوب عن اسم الزعم؛ وخبره؛ وقوله : يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ؛ إلى الكاهن؛ والشيطان. [ ص: 69 ] ويروى أن رجلا من المنافقين نازعه رجل من اليهود؛ فقال اليهودي : بيني وبينك أبو القاسم؛ وقال المنافق : بيني وبينك الكاهن؛ فلم يرض اليهودي بالكاهن؛ وصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحكم لليهودي على المنافق؛ فقال المنافق : لا أرضى؛ بيني وبينك أبو بكر؛ فحكم أبو بكر أيضا لليهودي؛ فلم يرض المنافق؛ وقال بيني وبينك عمر؛ فصارا إلى عمر؛ فأخبره اليهودي بأن المنافق قد حكم عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وأبو بكر؛ فلم يرض بحكمهما؛ فقال عمر للمنافق : " أكذاك؟ " ؛ قال : نعم؛ فقال عمر : " اصبرا فإن لي حاجة أدخل فأقضيها وأخرج إليكما " ؛ فدخل؛ وأخذ سيفه؛ وخرج إلى المنافق؛ فضربه بالسيف حتى قتله؛ فجاء أهله فشكوا عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسأله عن قصته؛ فقال عمر : إنه رد حكمك يا رسول الله؛ فقال رسول الله : " أنت الفاروق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية