معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم ؛ الله يعلم ما في قلوب أولئك؛ وقلوب غيرهم؛ إلا أن الفائدة في ذكره [ ص: 70 ] ههنا " الذين يعلم الله ما في قلوبهم " ؛ أي : أولئك الذين قد علم الله أنهم منافقون؛ والفائدة لنا هي : " اعلموا أنهم منافقون " . وقوله - جل وعز - : فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ؛ أي : أعلمهم أنهم إن ظهر منهم رد لحكمك وكفر؛ فالقتل حقهم؛ يقال : " قول بليغ " ؛ إذا كان يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه؛ ويقال : " أحمق بلغ؛ وبلغ " ؛ وفيه قولان : إنه أحمق يبلغ حيث يريد؛ ويكون " أحمق بلغ وبلغ " ؛ قد بلغ في الحماقة؛ والقول الأول قول من يوثق بعلمه؛ والثاني وجه جيد.

التالي السابق


الخدمات العلمية