معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فأعلم الله - عز وجل - أن متاع الدنيا قليل؛ وأن الآخرة لأهل التقى؛ وأعلمهم أن آجالهم لا تخطئهم؛ ولو تحصنوا بأمنع الحصون؛ فقال : أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ؛ لأن " مفعلة " ؛ و " فعل " ؛ للتكثير؛ يقال : " شاد الرجل بناءه؛ يشيده؛ شيدا " ؛ إذا رفعه؛ وإذا طلاه بالشيد؛ وهو ما يطلى به البناء من الكلس؛ والجص؛ وغيره؛ ويقال أيضا : " قد أشاد الرجل بناءه " ؛ فأما في الذكر فـ " أشدت بذكر فلان " ؛ لا غير؛ إذا رفعت من ذكره. وقوله - عز وجل - : وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ؛ قيل : كانت اليهود - لعنت - تشاءمت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند دخوله المدينة؛ فقالت : منذ دخل المدينة نقصت ثمارنا؛ وغلت أسعارنا؛ فأعلم الله - عز وجل - أن الخصب والجدب من عند الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية