معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ؛ موضع " إذ " : نصب؛ كالتي قبلها؛ ومعنى " فرقنا بكم البحر " ؛ جاء تفسيره في آية أخرى؛ وهو قوله - عز وجل -: فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ؛ أي: فانفرق البحر؛ فصار كالجبال العظام؛ وصاروا في قراره؛ وكذلك قوله - عز وجل -: فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ؛ معناه: طريقا ذا يبس؛ وقوله: وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ؛ فيه قولان؛ قالوا: " وأنتم [ ص: 133 ] ترونهم يغرقون " ؛ ويجوز أن يكون " وأنتم تنظرون " ؛ أي: وأنتم مشاهدون؛ تعلمون ذلك؛ وإن شغلهم عن أن يروه في ذلك الوقت شاغل؛ يقال - من ذلك -: " دور آل فلان تنظر إلى دور بني فلان " ؛ أي: هي بإزائها؛ والدور يعلم أنها لا تبصر شيئا.

التالي السابق


الخدمات العلمية