معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ؛ و " فتثبتوا " ؛ بالثاء؛ والتاء؛ ومعنى " ضربتم " ؛ سرتم في الأرض؛ وغزوتم؛ وقوله : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا [ ص: 92 ] قرئت : " السلام " ؛ بالألف؛ وقرئت : " السلم " ؛ فأما " السلام " ؛ فيجوز أن يكون من " التسليم " ؛ ويجوز أن يكون بمعنى " السلم " ؛ وهو الاستسلام؛ وإلقاء المقادة إلى إرادة المسلمين؛ ويروى في التفسير أن سبب هذا أن رجلا انحاز وأظهر الإسلام؛ فقتله رجل من المسلمين؛ وأخذ سلبه؛ فأعلم الله - عز وجل - أن حق من ألقى السلم أن يتبين أمره؛ ومن قرأ : " فتثبتوا " ؛ فحقه أن يتثبت في أمره؛ وأعلم الله - جل وعز - أن كل من أسلم ممن كان كافرا؛ فبمنزلة الذي تعوذ بالإسلام؛ فقال - عز وجل - : كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ؛ أي : من عليكم بالإسلام؛ وبأن قبل ذلك منكم على ما أظهرتم؛ ثم كرر الأمر بالتبيين؛ فقال - عز وجل - : فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا

التالي السابق


الخدمات العلمية