معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه ؛ ولا يؤخذ الإثم بالإثم.

وقوله : ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا ؛ قيل : " إثما " ؛ لأن الله قد سمى بعض المعاصي " خطايا " ؛ وسمى بعضها " آثاما " ؛ فأعلم الله - جل وعز - أن من كسب خطيئة؛ ويقع عليها اسم الإثم؛ أو اسم الخطيئة؛ ثم رمى به من لم يعمله؛ وهو منه بريء؛ فقد احتمل بهتانا ؛ و " البهتان " : الكذب الذي يتحير من عظمه وبيانه؛ يقال : " قد بهت فلان فلانا " ؛ إذا كذب عليه؛ و " قد بهت الرجل؛ يبهت " ؛ إذا تحير؛ قال الله - عز وجل - : فبهت الذي كفر ؛ ويجوز أن يكون - والله أعلم - : " ومن يكسب خطيئة أو إثما " ؛ أي : من يقع عليه خطأ؛ نحو قتل الخطإ الذي يقع فيه القوم؛ ولا إثم فيه؛ فيكون أن يرمي بذلك غيره فقد احتمل بهتانا.

التالي السابق


الخدمات العلمية