معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - جل وعز - : وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ؛ يعني به " إبليس " ؛ لأنهم إذا أطاعوه فيما سول لهم فقد عبدوه؛ و " يدعون " ؛ في معنى " يعبدون " ؛ لأنهم إذا دعوا الله مخلصين فقد عبدوه؛ وكذلك قوله : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ؛ أي : اعبدوني؛ والدليل على ذلك قوله - عز وجل - : إن الذين يستكبرون عن عبادتي ؛ ومعنى " مريد " : أي : خارج عن الطاعة؛ متملص منها؛ ويقال : " شجرة مرداء " ؛ إذا تناثر ورقها؛ ومن ذلك يسمى من لم تنبت له لحية " أمرد " ؛ أي : أملس موضع اللحية؛ و " قد مرد الرجل؛ يمرد؛ مرودا " ؛ إذا عتا؛ وخرج عن الطاعة؛

التالي السابق


الخدمات العلمية