معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 122 ] وقوله : ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ؛ هذا يقوله المنافقون إذا كان للكافرين نصيب؛ قالوا : " ألم نستحوذ عليكم؟ " ؛ أي : ألم نغلب عليكم بالموالاة لكم؛ ونمنعكم من المؤمنين بما كنا نعلمكم من أخبارهم؟ و " نستحوذ " ؛ في اللغة : " نستولي على الشيء " ؛ يقال : " حاذ الحمار آتنه " ؛ إذا استولى عليها وجمعها؛ وكذلك " حازها " ؛ قال الشاعر :


يحوذهن وله حوذي



ورووه أيضا : " يحوزهن وله حوزي " ؛ قال النحويون : " استحوذ " ؛ خرج على أصله؛ فمن قال : " حاذ؛ يحوذ " ؛ لم يقل إلا : " استحاذ؛ يستحيذ " ؛ ومن قال : " أحوذ " ؛ فهو كما قال بعضهم : " أجودت " ؛ و " أطيبت " ؛ بمعنى " أجدت " ؛ و " أطبت " ؛ فأخرجه على الأصل؛ قال : " استحوذ " .

وقوله : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ؛ أي : إن الله ناصر المؤمنين بالحجة؛ والغلبة؛ فلن يجعل للكافرين أبدا على المؤمنين سبيلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية