معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : فآمنوا خيرا لكم ؛ اختلف أهل العربية في تفسير نصب " خيرا " ؛ فقال الكسائي : انتصب لخروجه من الكلام؛ قال : وهذا تقوله العرب في الكلام التام؛ نحو قولك : " لتقومن خيرا لك " ؛ فإذا كان الكلام ناقصا رفعوا؛ فقالوا : " إن تنته خير لك " ؛ وقال الفراء : انتصب هذا وقوله " خيرا لكم " ؛ لأنه متصل بالأمر؛ وهو من صفته؛ ألا ترى أنك تقول : " انته هو خير لك " ؟ فلما سقطت " هو " ؛ اتصل بما قبله؛ وهو معرفة؛ فانتصب؛ ولم يقل هو ولا الكسائي من أي المنصوبات هو؛ ولا شرحوه بأكثر من هذا؛ وقال الخليل؛ وجميع البصريين : إن هذا محمول على معنى؛ لأنك إذا قلت : " انته خيرا " ؛ فأنت تدفعه عن أمر؛ وتدخله في غيره؛ كأنك قلت : " انته وائت خير لك؛ وادخل فيما هو خير لك؛ وأنشد الخليل وسيبويه قول عمر بن أبي ربيعة : [ ص: 135 ]

فواعديه سرحتي مالك ... أو الربى بينهما أسهلا



كأنه قال : " إيتي مكانا أسهلا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية