معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا ؛ قيل : كانا رجلين من بني إسرائيل؛ لأن القربان كان تأكله النار في زمن بني إسرائيل؛ ومثل ذلك قوله : إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ؛ وقيل : ابنا آدم لصلبه؛ أحدهما " هابيل " ؛ والآخر " قابيل " ؛ فقربا قربانا؛ فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ؛ وكان الرجل إذا قرب قربانا سجد؛ وتنزل النار فتأكل قربانه؛ فذلك علامة قبول القربان؛ فنزلت النار وأكلت قربان " هابيل " ؛ ولم تأكل قربان " قابيل " ؛ فحسده " قابيل " ؛ وتوعده بالقتل؛ فقال : لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين ؛ المعنى : قال الذي لم يتقبل منه : لأقتلنك؛ وحذف ذكر " الذي لم يتقبل منه " ؛ لأن في الكلام دليلا عليه؛ ومثل ذلك في الكلام : " إذا رأيت الحاكم والمظلوم كنت معه " ؛ المعنى : كنت مع المظلوم؛ ويقال : إن السيف كان ممنوعا في ذلك الوقت؛ كما كان حين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة ؛ وكما كان ممنوعا في زمن عيسى؛ فقال :

التالي السابق


الخدمات العلمية