معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ؛ قال بعضهم : بعث الله غرابا يبحث على غراب آخر ميت؛ ليريه كيف يواري سوءة أخيه ؛ وقيل : بل أكرمه الله بأن بعث غرابا حثا عليه التراب؛ ليريه كيف يواري؛ قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ؛ يقال : " عجزت عن الأمر؛ أعجز؛ عجزا؛ ومعجزة؛ ومعجزة " ؛ فأما " يا ويلتى " ؛ [ ص: 168 ] فالوقف عليها في غير القرآن : " يا ويلتاه " ؛ والنداء لغير الآدميين نحو : يا حسرة على العباد ؛ و يا ويلتى أألد وأنا عجوز ؛ و قال يا ويلتا أعجزت ؛ فإنما وقع في كلام العرب على تنبيه المخاطبين؛ وأن الوقت الذي تدعى له هذه الأشياء هو وقتها؛ فالمعنى : " يا ويلتى تعالي؛ فإنه من إبانك؛ فإنه قد لزمني الويل " ؛ وكذلك " يا عجبا " ؛ المعنى : " يا أيها العجب هذا وقتك " ؛ فعلى هذا كلام العرب ؛

التالي السابق


الخدمات العلمية