معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 178 ] وقوله : إنا أنـزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون ؛ أي : فيها نور؛ أي : بيان أن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق؛ وفيها بيان الحكم الذي جاؤوا يستفتون فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ويجوز أن يكون المعنى على التقديم والتأخير؛ على معنى : " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور للذين هادوا؛ يحكم بها النبيون الذين أسلموا والربانيون " ؛ ويجوز أن يكون يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا ؛ أي : يحكم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما سألوه بما في التوراة؛ ويجوز أن يكون للذين هادوا ؛ للذين تابوا؛ أي : النبيون والربانيون هم العلماء والأحبار؛ وهم العلماء الخيار؛ يحكمون للتائبين من الكفر؛ بما استحفظوا من كتاب الله ؛ أي : استودعوا؛ وقوله : ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون ؛ أي : من زعم أن حكما من أحكام الله التي أتت بها الأنبياء - عليهم السلام - باطل؛ فهو كافر؛ أجمعت الفقهاء أن من قال : إن المحصنين لا يجب أن يرجما إذا زنيا؛ وكانا حرين؛ كافر؛ وإنما كفر من رد حكما من أحكام النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه مكذب له؛ ومن كذب النبي فهو كافر.

التالي السابق


الخدمات العلمية