معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وكتبنا عليهم فيها ؛ أي : في التوراة؛ أن النفس بالنفس والعين بالعين ؛ وروي أن النبي قرأ : " والعين بالعين " ؛ والقراءة : والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص [ ص: 179 ] بالرفع؛ والنصب؛ جميعا؛ لا اختلاف بين أهل العربية في ذلك؛ فمن قرأ : " العين بالعين " ؛ أراد " أن العين بالعين " ؛ ومن قرأ : " والعين بالعين " ؛ فرفعه على وجهين؛ على العطف على موضع " النفس بالنفس " ؛ والعامل فيها؛ المعنى : " وكتبنا عليهم النفس بالنفس " ؛ أي : " قلنا لهم : النفس بالنفس " ؛ ويجوز كسر " إن " ؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها؛ فلا تقرأن بها إلا أن تثبت رواية صحيحة؛ ويجوز أن تكون " العين بالعين " ؛ ورفعه على الاستئناف؛ وفيها وجه آخر؛ يجوز أن يكون عطفا على المضمر في " النفس " ؛ لأن المضمر في " النفس " ؛ في موضع رفع؛ المعنى : " أن النفس مأخوذة هي بالنفس " ؛ و " العين " ؛ معطوفة على " هي " .

وقوله : فمن تصدق به فهو كفارة له ؛ قال بعضهم : من تصدق به؛ أي : بحقه؛ فهو كفارة للجارح؛ إذا ترك المجروح حقه رفع القصاص عن الجارح؛ وقال بعضهم : هو كفارة للمجروح؛ أي : يكفر الله عنه بعفوه ما سلف من ذنوبه.

التالي السابق


الخدمات العلمية