معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقال: ثم توليتم من بعد ذلك ؛ أي: من بعد الآيات العظام؛ فلولا فضل الله عليكم ورحمته ؛ أي: لولا أن من الله عليكم بالتوبة؛ بعد أن كفرتم؛ مع عظيم هذه الآيات؛ لكنتم من الخاسرين وقوله - عز وجل -: خذوا ما آتيناكم بقوة ؛ موضع " ما " : نصب؛ و " ما آتيناكم " : الكتاب؛ الذي هو التوراة؛ ومعنى خذوه بقوة: أي خذوه بجد؛ واتركوا الريب والشك؛ لما بان لكم من عظيم الآيات. وقوله - عز وجل -: واذكروا ما فيه ؛ معناه: ادرسوا ما فيه؛ وجاز في اللغة أن تقول: " خذ وخذا " ؛ وأصله: " اوخذ " ؛ وكذلك " كل " ؛ أصله: " اوكل " ؛ ولكن " خذ " ؛ و " كل " ؛ اجتمع فيهما كثرة الاستعمال؛ والتقاء همزتين؛ وضمة؛ فحذفت فاء الفعل؛ وهي الهمزة التي كانت في " أخذ " ؛ و " أكل " ؛ فحذفت لما وصفنا من كثرة الاستعمال؛ واجتماع ما يستقلون.

التالي السابق


الخدمات العلمية