معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم ؛ [ ص: 218 ] أما نصب " يوم " ؛ فمحمول على قوله : واتقوا الله واسمعوا ؛ أي : واتقوا يوم يجمع الله الرسل؛ كما قال : واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ؛ ومعنى المسألة من الله (تعالى) للرسل تكون على جهة التوبيخ للذين أرسلوا إليهم؛ كما قال - عز وجل - : وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ؛ فإنما تسأل ليوبخ قاتلوها؛ وأما إجابة الرسل وقولهم : " لا علم لنا " ؛ فقد قال الناس في هذا غير قول؛ جاء في بعض التفسير أنه عزبت عنهم أفهامهم لهول يوم القيامة؛ فقالوا : " لا علم لنا مع علمك " ؛ وقال بعضهم : لو كانت عزبت أفهامهم لم يقولوا : إنك أنت علام الغيوب ؛ وقال بعضهم : معنى قول الرسل : " لا علم لنا " : أي : بما غاب عنا ممن أرسلنا إليه؛ أنت يا ربنا تعلم باطنهم؛ ولسنا نعلم غيبهم؛ إنك أنت علام الغيوب.

التالي السابق


الخدمات العلمية