معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ؛ أما نعمته على والدته فإنه اصطفاها؛ وطهرها؛ واصطفاها على نساء العالمين؛ وكان رزقها يأتيها من عنده وهي في محرابها؛ وقوله : إذ أيدتك بروح القدس ؛ أي : أيدتك بجبريل؛ جائز أن يكون قواه به؛ إذ حاولت بنو إسرائيل [ ص: 219 ] قتله؛ وجائز أن يكون أيده به في كل أحواله؛ لأن في الكلام دليلا على ذلك؛ وقوله : تكلم الناس في المهد ؛ أي : أيدتك مكلما الناس في المهد؛ وكهلا ؛ أي : أيدتك كهلا؛ وجائز أن يكون " وكهلا " ؛ محمولا على " تكلم؛ كان المعنى أيدتك مخاطبا للناس في صغرك؛ ومخاطبا الناس كهلا؛ وقرأ بعضهم : " أأيدتك " ؛ على " أفعلتك " ؛ من " الأيد " ؛ وقرأ بعضهم : " آيدتك " ؛ على " فاعلتك " ؛ أي : عاونتك؛ وقوله : وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني ؛ " الأكمه " ؛ قال بعضهم : الذي يولد أعمى؛ قال الخليل : هو الذي يولد أعمى؛ وهو الذي يعمى بعد أن كان بصيرا.

التالي السابق


الخدمات العلمية