معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 226 ] [ ص: 227 ] سورة " الأنعام "

بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو إسحاق : بلغني من حيث أثق به أن سورة " الأنعام " ؛ نزلت كلها جملة واحدة؛ نزل بها سبعون ألف ملك؛ لهم زجل بالتسبيح؛ وأن أكثرها احتجاج على مشركي العرب ؛ على من كذب بالبعث والنشور؛ فابتدأ الله - عز وجل - بحمده؛ فقال : الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ؛ فذكر أعظم الأشياء المخلوقة؛ لأن السماء بغير عمد ترونها؛ والأرض غير مائدة بنا؛ ثم ذكر الظلمات والنور؛ وذكر أمر الليل والنهار؛ وهو مما به قوام الخلق؛ فأعلم الله - عز وجل - أن هذه خلق له؛ وأن خالقها لا شيء مثله؛ وأعلم مع ذلك أن الذين كفروا بربهم يعدلون؛ أي : يجعلون لله عديلا؛ فيعبدون الحجارة الموات؛ وهم يقرون أن الله خالق ما وصف؛

التالي السابق


الخدمات العلمية