معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ثم أعلمهم الله - عز وجل - أنه خلقهم من طين؛ وذكر في غير هذا الموضع أحوال المخلوقين في النطف؛ والعلق؛ والمضغ المخلقة؛ وغير المخلقة؛ وذلك أن المشركين شكوا في البعث؛ وقالوا : من يحيي العظام وهي رميم ؛ فأعلمهم [ ص: 228 ] - عز وجل - أن الذي أنشأهم؛ وأنشأ العظام؛ وخلق هذه الأشياء؛ لا من شيء؛ قادر على أن يخلق مثلها؛ وهو يحييهم بعد موتهم؛ فقال - عز وجل - : هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا ؛ أي : جعل لحياتكم أجلا؛ أي : وقتا تحيون فيه؛ وأجل مسمى عنده ؛ يعني أمر الساعة؛ والبعث؛ ثم أنتم ؛ بعد هذا البيان تمترون ؛ أي : تشكون.

التالي السابق


الخدمات العلمية