ثم أعلمهم الله - عز وجل - أنه خلقهم من طين؛ وذكر في غير هذا الموضع أحوال المخلوقين في النطف؛ والعلق؛ والمضغ المخلقة؛ وغير المخلقة؛ وذلك أن المشركين شكوا في البعث؛ وقالوا : 
من يحيي العظام وهي رميم ؛ فأعلمهم  
[ ص: 228 ]  - عز وجل - أن الذي أنشأهم؛ وأنشأ العظام؛ وخلق هذه الأشياء؛ لا من شيء؛ قادر على أن يخلق مثلها؛ وهو يحييهم بعد موتهم؛ فقال - عز وجل - : 
هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا ؛ أي : جعل لحياتكم أجلا؛ أي : وقتا تحيون فيه؛ 
وأجل مسمى عنده ؛ يعني أمر الساعة؛ والبعث؛ 
ثم أنتم ؛ بعد هذا البيان 
تمترون ؛ أي : تشكون.