معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقالوا لولا أنـزل عليه ملك ؛ يعنون : على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ولو أنـزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ؛ يعني - والله أعلم - أن الآيات مما لا يقع معه إنظار؛ ومعنى " لقضي الأمر " : أي : لتم بإهلاكهم؛ و " قضي " ؛ في اللغة؛ على ضروب؛ كلها يرجع إلى معنى انقطاع الشيء؛ وتمامه؛ فمنه قوله (تعالى) : ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ؛ معناه : ثم حتم بعد ذلك فأتمه؛ ومنه : الأمر؛ وهو قوله : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ؛ معناه : أمر؛ إلا أنه أمر قاطع حتم؛ ومنه : الإعلام؛ وقوله : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ؛ أي : أعلمناهم إعلاما قاطعا؛ ومنه : القضاء الفصل في الحكم؛ وهو قوله : ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم ؛ ومثل ذلك قولك : " قد قضى القاضي بين الخصوم " ؛ أي : قد قطع بينهم في الحكم؛ ومن ذلك " قد قضى فلان دينه " ؛ تأويله : " قطع ما لغريمه عليه " ؛ فأداه إليه؛ وقطع ما بينه وبينه؛ وكل ما أحكم فقد قضي؛ تقول : " قد قضيت هذا الثوب " ؛ و " قد قضيت هذه الدار " ؛ إذا عملتها؛ وأحكمت عملها؛ قال أبو ذؤيب الهذلي :


وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبع

التالي السابق


الخدمات العلمية