معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ؛ أي : يعرفون محمدا - صلى الله عليه وسلم - أنه نبي؛ كما يعرفون أبناءهم؛ ويروى عن عمر بن الخطاب أنه قال [ ص: 235 ] لعبد الله بن سلام : " يا أبا حمزة؛ هل عرفت محمدا كما عرفت ابنك؟ " ؛ قال : " نعم؛ لأن الله بعث أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته؛ فعرفته؛ فأما ابني فما أدري ما أحدثت أمه " ؛ فقال : " صدقت يا حمزة " .

وقوله : الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ؛ رفع على نعت " الذين آتيناهم الكتاب " ؛ وجائز أن يكون على الابتداء؛ ويكون " فهم لا يؤمنون " ؛ خبره؛ و " الذين خسروا أنفسهم " ؛ الأشبه أن يكون ههنا يعني به أهل الكتاب؛ وجائز أن يكون يعني به جملة الكفار؛ من أهل الكتاب؛ وغيرهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية