معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ؛ كان قوم من المشركين أرادوا الحيلة على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا : لو باعدت عنك هؤلاء السفلة؛ والعبيد؛ لجلس إليك الكبراء والأشراف؛ وكانوا عنوا بالذين قدروا أن يباعدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - صهيبا؛ وخبابا؛ وعمار بن ياسر؛ وسلمان الفارسي؛ وبلالا؛ فأعلم الله - عز وجل - أن أمر الدين هو المقدم؛ ونهاه أن يباعد هؤلاء؛ وأعلمه أنهم يريدون ما عند الله؛ فشهد لهم بصحة النيات؛ وأنهم مخلصون في ذلك لله؛ فقال : يريدون وجهه ؛ أي : يريدون الله؛ ويقصدون الطرق التي أمرهم بقصدها؛ وإنما قدروا بهذا أن يباعدهم فتكون لهم حجة عليه؛ والله قد أعلم [ ص: 252 ] في قصة نوح أنه اتبع نوحا من كان عندهم من أراذلهم؛ فقال : قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ؛ وقالوا : وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا

وقوله - عز وجل - : فتكون من الظالمين ؛ جواب ولا تطرد ؛ وقوله : " فتطردهم " ؛ جواب ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم ؛

التالي السابق


الخدمات العلمية