معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 270 ] وقوله : فإن يكفر بها هؤلاء ؛ أي : الذين قد كفروا؛ ويكفرون؛ ممن أرسلت إليه؛ فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ؛ أي : قد وكلنا بالإيمان بها؛ وقيل في هذه ثلاثة أقوال؛ قيل : يعني بذلك الأنبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقت مبعثهم؛ وقيل : يعني به الملائكة؛ وقيل أيضا : يعني به من آمن من أصحاب النبي وأتباعه؛ وهو - والله أعلم - يعني به الأنبياء الذين تقدموا ؛ لقوله - تبارك وتعالى - : أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ؛ أي : الأنبياء الذين ذكرناهم الذين هدى الله؛ فبهداهم اقتده ؛ أي : اصبر كما صبروا؛ فإن قومهم قد كذبوهم؛ فصبروا على ما كذبوا؛ وأوذوا؛ فاقتد بهم؛ وهذه الهاء التي في " اقتده " ؛ إنما تثبت في الوقف؛ تبين بها كسرة الدال؛ فإن وصلت قلت : " اقتد " ؛ قل لا أسألكم ؛ قال أبو إسحاق : والذي اختار من أثق بعلمه أن يوقف عند هذه الهاء؛ وكذلك في قوله : فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه ؛ وكذلك لم يتسنه ؛ وكذلك وما أدراك ما هيه ؛ وقد بينا ما في " يتسنه " ؛ في سورة " البقرة " ؛

التالي السابق


الخدمات العلمية