معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم ؛ هذه الألف ألف استخبار؛ وتجرى في كثير من المواضع مجرى الإنكار؛ والنهي؛ إذا لم يكن معها نفي؛ كأنه أيأسهم من الطمع في إيمان هذه الفرقة من اليهود؛ فإذا كان في أول الكلام نفي؛ فإنكار النفي تثبيت؛ نحو قوله - عز وجل -: ألم يأتكم نذير قالوا بلى ؛ فجواب " أفتطمعون " : " لا " ؛ كما وصفنا. وقوله - عز وجل -: وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ؛ يروى في التفسير أنهم سمعوا كلام الله لموسى - عليه السلام -؛ فحرفوه؛ فقيل في هؤلاء الذين شاهدهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنهم كفروا؛ وحرفوا؛ فلهم سابقة في كفرهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية