1. الرئيسية
  2. معاني القرآن وإعرابه للزجاج
  3. سورة الأنعام
  4. قوله تعالى وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون

معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ؛ أعلم الله - عز وجل - أن أكثرهم من الذين اتبعوا أكابرهم؛ ليس عند أنفسهم أنهم على بصائر؛ وأنهم إنما يظنون؛ ومنهم من عاند؛ ومن يعلم أن النبي حق؛ فإن قال قائل : كيف يعذبون وهم ظانون؟ وهل يجوز أن يعذب من كفر وهو ظان؛ ومن لم يكفر وهو على يقين؟ فالجواب في هذا أن الله - جل ثناؤه - قد ذكر أنه يعذب على الظن؛ وذلك قوله : وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ؛ والحجة [ ص: 286 ] في هذا أنهم عذبوا على هذا الظن؛ لأنهم اتبعوا أهواءهم؛ وتركوا التماس البصيرة من حيث يجب؛ واقتصروا على الظن؛ والجهل.

التالي السابق


الخدمات العلمية