معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فأعلم - جل وعز - أن الميتة حرام وأن ما قصد بتذكيته اتباع أمر الله - عز وجل - فذلك الحلال؛ فقال : وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه ؛ وموضع " أن " ؛ نصب؛ لأن " في " ؛ سقطت؛ فوصل المعنى إلى " أن " ؛ فنصبها؛ المعنى : " أي شيء يقع لكم في ألا تأكلوا؟ " ؛ وسيبويه يجيز أن يكون موضع " أن " ؛ جرا؛ وإن سقطت " في " ؛ والنصب عنده أجود؛ قال أبو إسحاق : ولا اختلاف بين الناس في أن الموضع نصب؛ وقد فصل لكم ما حرم عليكم ؛ و " حرم " ؛ جميعا؛ أي : فصل لكم الحلال من الحرام؛ وأحل لكم في الاضطرار ما حرم عليكم. [ ص: 287 ] فموضع " ما " ؛ نصب في قوله : إلا ما اضطررتم إليه ؛ ومعنى " ما اضطررتم " : دعتكم شدة الضرورة؛ أي : شدة المجاعة إلى أكله؛ وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم ؛ أي : إن الذين يحلون الميتة ويناظرونكم في إحلالها؛ وكذلك كل ما يضلون فيه؛ إنما يتبعون فيه الهوى؛ والشهوة؛ ولا بصيرة؛ ولا علم عندهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية