معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل - : ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى ؛ زعم سيبويه أن موضع " ذلك " : رفع؛ المعنى : " الأمر ذلك؛ لأنه لم يكن ربك مهلك القرى بظلم " ؛ وقال بعضهم : يجوز أن يكون موضعها نصبا؛ المعنى : " قيل ذلك لأنه [ ص: 293 ] لم يكن ربك مهلك القرى بظلم " ؛ والمعنى يخرج على جميع القولين؛ لأن المعنى يدل على أمر الإرسال؛ فكأنه - والله أعلم - : " ذلك الذي قصصنا عليك من أمر الرسل أمر عذاب من كذب بها لأنه لم يكن مهلك القرى بظلم " ؛ أي : لا يهلكهم حتى يبعث إليهم رسولا؛ كما قال - عز وجل - : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا

التالي السابق


الخدمات العلمية