معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ومنهم أميون ؛ معنى " الأمي " ؛ في اللغة: المنسوب إلى ما عليه جبلة أمته؛ أي: لا يكتب؛ فهو في أنه لا يكتب؛ على ما ولد عليه؛ وارتفع " أميون " ؛ بالابتداء؛ و " منهم " ؛ الخبر؛ ومن قول الأخفش يرتفع " أميون " ؛ بفعلهم؛ كان المعنى: " واستقر منهم أميون " .

ومعنى " إلا أماني " : قال الناس في معناه قولين: قالوا: معناه: لا يعلمون الكتاب إلا تلاوة؛ كما قال - عز وجل -: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ؛ أي: إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته؛ وقد قيل: " الأماني " : أكاذيب العرب؛ تقول: " أنت إنما تتمنى هذا القول " ؛ أي: تختلقه؛ ويجوز أن يكون " أماني " ؛ منسوبا إلى القائل إذا قال ما لا يعلمه؛ فكأنه إنما يتمناه؛ وهذا مستعمل في كلام الناس؛ تقول - للذي يقول ما لا حقيقة له؛ وهو يحبه -: " هذا منى " ؛ و " هذه أمنية " ؛ وفي لفظ " أماني " ؛ وجهان: العرب تقول: " هذه أمان " ؛ و " أماني يا هذا " ؛ بالتشديد؛ والتخفيف؛ فمن قال: " أماني " ؛ بالتشديد؛ فهو مثل " أحدوثة " ؛ و " أحاديث " ؛ و " قرقورة " ؛ و " قراقير " ؛ ومن قال: " أمان " ؛ بالتخفيف؛ فهو مما اجتمعت فيه الياءان أكثر؛ لثقل الياء. [ ص: 160 ] والعرب تقول - في " أثفية " -: " أثافي " ؛ و " أثاف " ؛ والتخفيف أكثر؛ لكثرة استعمالهم " أثاف " ؛ و " الأثافي " : الأحجار التي تجعل تحت القدر.

التالي السابق


الخدمات العلمية