معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ؛ " الويل " ؛ في اللغة: كلمة يستعملها كل واقع في هلكة؛ وأصله في العذاب والهلاك؛ وارتفع " ويل " ؛ بالابتداء؛ وخبره " للذين " ؛ ولو كان في غير القرآن لجاز: " فويلا للذين " ؛ على معنى " جعل الله ويلا للذين " ؛ والرفع على معنى ثبوت الويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم؛ ثم يقولون هذا من عند الله؛ ليشتروا به ثمنا قليلا؛ يقال: إن هذا في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كتبوا صفته على غير ما كانت عليه في التوراة؛ ويقال في التفسير: إنهم كتبوا صفته أنه آدم؛ طويل؛ وكانت صفته فيها أنه آدم ربعة؛ فبدلوا؛ فألزمهم الله الويل بما كتبت أيديهم؛ ومن كسبهم على ذلك؛ لأنهم أخذوا عليه الأموال؛ وقبلوا الهدايا.

التالي السابق


الخدمات العلمية