معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة ؛ أي : " إلا أن تأتيهم ملائكة الموت " ؛ أو يأتي ربك ؛ أو يأتي إهلاك ربك إياهم؛ وانتقامه منهم؛ إما بعذاب عاجل؛ أو بالقيامة؛ وهذا كقولنا : " قد نزل فلان ببلد كذا وكذا " ؛ و " قد أتاهم فلان " ؛ أي : قد أوقع بهم؛ وقوله : أو يأتي بعض آيات ربك ؛ [ ص: 308 ] نحو خروج الدابة؛ أو طلوع الشمس من مغربها؛ وقوله : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ؛ أي : لا ينفعها الإيمان عند الآية التي تضطركم إلى الإيمان؛ لأن الله - جل ثناؤه - قال : " إنما تجزون ما كنتم تعملون " ؛ وبعث الرسل بالآيات التي تتدبر؛ فيكون للمؤمن بها ثواب؛ ولو بعث الله على كل من لم يؤمن عذابا؛ لاضطر الناس إلى الإيمان به؛ وسقط التكليف والجزاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية