معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ؛ " تمسنا " ؛ نصب ب " لن " ؛ وقد اختلف النحويون في علة النصب ب " لن " ؛ فروي عن الخليل قولان؛ أحدهما أنها نصبت كما نصبت " أن " ؛ وليس ما بعدها بصلة لها؛ لأن " لن يفعل " ؛ نفي " سيفعل " ؛ فقدم ما بعدها عليها؛ نحو قولك: " زيدا لن أضرب " ؛ [ ص: 161 ] كما تقول: " زيدا لم أضرب " ؛ وقد روى سيبويه عن بعض أصحاب الخليل ؛ عن الخليل أنه قال: الأصل في " لن " : " لا أن " ؛ ولكن الحذف وقع استخفافا؛ وزعم سيبويه أن هذا ليس بجيد؛ لو كان كذلك لم يجز " زيدا لن أضرب " ؛ وعلى مذهب سيبويه جميع النحويين؛ وقد حكى هشام عن الكسائي في " لن " ؛ مثل هذا القول الشاذ عن الخليل ؛ ولم يأخذ به سيبويه ؛ ولا أصحابه؛ ومعنى " أياما معدودة " : قالوا: إنما نعذب لأننا عبدنا العجل أياما؛ قيل في عددها قولان؛ قيل: سبعة أيام؛ وقيل: أربعون يوما؛ وهذه الحكاية عن اليهود؛ هم الذين قالوا: " لن تمسنا النار إلا أياما معدودة " . وقوله - عز وجل -: قل أتخذتم عند الله عهدا ؛ بقطع الألف؛ هي تقرأ على ضربين: " أتخذتم " ؛ بتبيين الذال؛ و " أتختم " ؛ بإدغام الذال في التاء؛ والألف قطع؛ لأنها ألف استفهام؛ وتقرير؛ وقوله - عز وجل -: عند الله عهدا ؛ المعنى: عهد الله إليكم في أنه لا يعذبكم إلا هذا المقدار؟ وقوله - عز وجل -: فلن يخلف الله عهده ؛ أي: إن حان لكم عهد فلن يخلفه الله؛ أم تقولون على الله ما لا تعلمون؛

التالي السابق


الخدمات العلمية