معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ؛ المعنى - والله أعلم - أنهم لم يحصلوا مما كانوا ينتحلونه من المذهب؛ والدين؛ ويدعونه؛ إلا على اعتراف بأنهم كانوا ظالمين؛ و " الدعوى " : اسم لما يدعيه؛ و " الدعوى " : يصلح أن تكون في معنى " الدعاء " ؛ لو قلت : " اللهم أشركنا في صالح دعاء المسلمين " ؛ و " دعوى المسلمين " ؛ جاز؛ حكى سيبويه ذلك؛ وأنشد : [ ص: 319 ] ولت ودعواها كثير صخبه

وموضع " أن " : الأحسن أن يكون رفعا؛ وأن تكون الدعوى في موضع نصب؛ كما قال - جل ثناؤه - : ما كان حجتهم إلا أن قالوا ؛ ويجوز أن يكون في موضع نصب؛ ويكون الدعوى في موضع رفع؛ إلا أن الدعوى إذا كانت في موضع رفع فالأكثر في اللفظ " فما كانت دعواهم كذا وكذا إلا أن... " ؛ لأن الدعوى مؤنثة في اللفظ؛ ويجوز " كان دعواه باطلا " ؛ و " باطلة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية