معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : فوسوس لهما الشيطان ؛ تدل - والله أعلم - على معنى قوله : وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين ؛ ويجوز " ملكين " ؛ لأن قوله : هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ؛ يدل على " ملكين " ؛ وأحسبه قد قرئ به؛ فتدل - والله أعلم - على أن القول إنما كان وسوسة من إبليس؛ والأجود أن يكون خطابا؛ لقوله : وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ؛ [ ص: 327 ] أي : فحلف لهما؛ فدلاهما بغرور ؛ أي : دلاهما في المعصية بأن غرهما؛ فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما ؛ أي : ظهرت لهما فروجهما؛ وإنما السوءة كناية عن الفرج؛ إلا أن الأصل في التسمية " السوءة " ؛

التالي السابق


الخدمات العلمية