معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل - : وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ؛ معنى " طفقا " : أخذا في الفعل؛ والأكثر " طفق؛ يطفق " ؛ وقد رويت " طفق؛ يطفق " ؛ بكسر الفاء؛ وقيل : كان ورق الجنة ذلك ورق التين؛ ومعنى يخصفان؛ يجعلان ورقة على ورقة؛ ومنه قيل للخصاف الذي يرقع النعل : " هو يخصف " ؛ قال الشاعر :


أو يخصف النعل لهفي أية صنعا



ويجوز " يخصفان " ؛ و " يخصفان " ؛ والأصل الكسر في الخاء؛ وفتحها وتشديد الصاد؛ ويكون المعنى : " يختصفان " ؛ وفي هذه الآية دليل على أن أمر التكشف؛ وإظهار السوءة قبيح من لدن [ ص: 328 ] آدم ؛ ألا ترى أنه ذكر عظم شأنها في المعصية؛ فقال : فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ؛ وأنهما بادرا يستتران لقبح التكشف؟ وقوله : ووري عنهما ؛ يجوز فيه " أوري " ؛ لأن الواو مضمومة؛ إن شئت أبدلت منها همزة؛ إلا أن القراءة تتبع في ذلك؛ والقراءة المشهورة؛ وخط المصحف : " ووري " ؛ بالواو؛ ومعنى إلا أن تكونا ملكين ؛ وقوله : ذاقا الشجرة ؛ يدل على أنهما ذاقاها ذوقا؛ ولم يبالغا في الأكل.

التالي السابق


الخدمات العلمية