معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - بعقب الاستتار - : وكلوا واشربوا ؛ لأنهم ادعوا أن الله - جل ثناؤه - قد حرم عليهم شيئا مما في بطون الأنعام؛ وحرم عليهم البحيرة؛ والسائبة؛ وكانوا يزعمون فيما يأتون من الفحشاء؛ كالتعري وما أشبهه؛ أن الله - جل ثناؤه - أمرهم بذلك؛ فأمرهم الله بالاستتار؛ وأن يأكلوا ما زعموا أن الله - عز وجل - حرمه؛ مما لم يحرمه؛ وأن يشربوا مما [ ص: 333 ] زعموا أن الله - جل وعز - حرم عليهم شربه؛ لأن ألبان البحيرة والسائبة كانت عندهم حراما. وقوله : - جل وعز - : ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ؛ والإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله؛ مما حرم الله (تعالى) أن يؤكل شيء منه؛ أو تأكل مما أحل لك فوق القصد؛ ومقدار الحاجة؛ فأعلم الله - عز وجل - أنه لا يحب من أسرف؛ ومن لم يحببه الله - عز وجل - فهو في النار؛

التالي السابق


الخدمات العلمية