معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ثم قررهم؛ ووبخهم؛ فقال : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ؛ أي : من حرم أن تلبسوا في طوافكم ما يستركم؟ والطيبات من الرزق ؛ أي : ومن حرم الطيبات مما رزق الله؟ أي : من حرم هذه الأشياء التي ذكرتم أنها حرام؛ ثم قال - عز وجل - : قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ؛ وتقرأ : " خالصة " ؛ و " خالصة يوم القيامة " ؛ المعنى أنها حلال للمؤمنين؛ وقد يشركهم فيها الكافرون؛ أعلم - عز وجل - أن الطيبات تخلص للمؤمنين في الآخرة؛ ولا يشركهم فيها كافر؛ فأما إعراب " خالصة " ؛ فهو أنه خبر بعد خبر؛ كما تقول : " زيد عاقل لبيب " ؛ فالمعنى : " قل هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا؛ خالصة يوم القيامة " ؛ ومن قرأ : " خالصة " ؛ جعل " خالصة " ؛ منصوبا على الحال؛ على أن العامل في قولك : " في الحياة الدنيا " ؛ في تأويل الحال؛ كأنك قلت : " هي ثابتة للمؤمنين؛ مستقرة في الحياة الدنيا؛ خالصة يوم القيامة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية