معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل - : إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها ؛ أي : كذبوا بحججنا؛ وأعلامنا التي تدل على نبوة الأنبياء؛ وتوحيد الله؛ لا تفتح لهم أبواب السماء ؛ أي : لا تصعد أرواحهم؛ ولا أعمالهم؛ لأن أعمال المؤمنين وأرواحهم تصعد إلى السماء؛ قال الله - عز وجل - : إليه يصعد الكلم الطيب ؛ ويجوز : " لا تفتح " ؛ و " لا تفتح " ؛ بالتخفيف؛ والتشديد؛ وبالياء؛ والتاء؛ وقال بعضهم : " لا تفتح لهم أبواب السماء " : أي : أبواب الجنة؛ لأن الجنة في السماء؛ والدليل على ذلك قوله : ولا يدخلون الجنة ؛ فكأنه لا تفتح لهم أبواب الجنة؛ ولا يدخلونها؛ حتى يلج الجمل في سم الخياط ؛ [ ص: 338 ] فـ " الخياط " : الإبرة؛ و " سمها " : ثقبها؛ المعنى : " لا يدخلون الجنة أبدا " ؛ وسئل ابن مسعود عن الجمل؛ فقال : " هو زوج الناقة " ؛ كأنه استجهل من سأله عن الجمل؛ وقرأ بعضهم : " الجمل " ؛ وفسروه فقالوا : " قلس السفينة. وقوله - عز وجل - : وكذلك نجزي المجرمين ؛ أي : " ومثل ذلك الذي وصفنا نجزي المجرمين " ؛ و " المجرمون " - والله أعلم - ههنا : الكافرون؛ لأن الذي ذكر من قصتهم التكذيب بآيات الله؛ والاستكبار عنها.

التالي السابق


الخدمات العلمية