معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
لهم من جهنم مهاد ؛ أي : " فراش من نار " ؛ ومن فوقهم غواش ؛ أي : " غاشية فوق غاشية من النار " ؛ وقوله : وكذلك نجزي الظالمين ؛ والظالمون؛ ههنا : الكافرون؛ وقوله : " غواش " ؛ زعم سيبويه ؛ والخليل؛ جميعا؛ أن التنوين هنا عوض من الياء؛ لأن " غواشي " ؛ لا تنصرف؛ والأصل فيها " غواشي " ؛ بإسكان الياء؛ فإذا ذهبت الضمة أدخلت التنوين عوضا منها؛ كذلك فسر أصحاب سيبويه ؛ وكان سيبويه يذهب إلى أن التنوين عوض من ذهاب حركة الياء؛ والياء سقطت لسكونها؛ وسكون التنوين؛ فإذا وقفت فالاختيار أن تقف بغير ياء؛ فتقول : [ ص: 339 ] " غواش " ؛ لتدل أن الياء كانت تحذف في الوصل؛ وبعض العرب إذا وقف قال : " غواشي " ؛ بإثبات الياء؛ ولا أرى ذلك في القرآن؛ لأن الياء محذوفة في المصحف؛ والكتاب على الوقف.

التالي السابق


الخدمات العلمية