معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ؛ يقال: " سفكت الدم؛ أسفكه؛ سفكا " ؛ إذا صببته؛ ورفع " لا تسفكون " ؛ على [ ص: 165 ] القسم؛ وعلى حذف " أن " ؛ كما وصفنا في قوله: " لا تعبدون " ؛ ومثل حذف " أن " ؛ قول طرفة :


ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي



وواحد " الدماء " : " دم يا هذا " ؛ مخفف؛ وأصله " دمي " ؛ في قول أكثر النحويين؛ ودليل من قال: إن أصله " دمي " ؛ قول الشاعر:


فلو أنا على حجر ذبحنا ...     جرى الدميان بالخبر اليقين



وقال قوم: أصله: " دمي " ؛ إلا أنه لما حذف ورد إليه ما حذف منه؛ حركت الميم؛ لتدل الحركة على أنه استعمل محذوفا.

وقوله - عز وجل -: ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ؛ عطف على " لا تسفكون دماءكم " ؛ وقوله: ثم أقررتم ؛ أي: اعترفتم بأن هذا أخذ عليكم في العهد؛ وأخذ على آبائكم؛ وأنتم أيها الباقون المخاطبون تشهدون أن هذا حق.

التالي السابق


الخدمات العلمية